إحراق شجرة الميلاد في طرابلس.. جريمة أم رسالة؟

27/12/2023 07:37AM

كتب جهاد نافع في "الديار": 

فجر يوم الاحد اقدم مجهولون على إحراق شجرة الميلاد في باحة كنيسة مار جاورجيوس في محلة الزاهرية بطرابلس، بالقاء قنبلة مولوتوف عليها، مما ادى الى احتراقها بالكامل ..

لم تمر ساعات قليلة، وإلا وأعيد نصب الشجرة من جديد، وأضيئت بحضور فاعل من كل شخصيات المدينة وفاعلياتها ومكوناتها الدينية والشعبية ، كرد سريع ومباشر على الايدي الآثمة العابثة بأمن المدينة وبسمعتها ودورها الوطني.

أطياف طرابلس وهيئاتها الدينية اسلامية ومسيحية احتضنت الشجرة، واستنكرت ما وصفته بالعمل الجبان الذي يسيء الى اهل طرابلس المدينة، التي تعرف تاريخيا بوطنيتها وباحتضانها للقوى الوطنية المناهضة لكل اشكال الطائفية والمذهبية ، والاتجاهات التكفيرية الغريبة على تاريخ طرابلس.

مواقف لشخصيات طرابلسية وفاعليات مختلفة، شددت على ان مَن أحرق شجرة الميلاد لم يستهدف المكوّن المسيحي في المدينة، بل هو استهداف لتاريخ طرابلس العروبي والقومي المناهض لاعداء الدين والوطن يهود الخارج والداخل، وهو استهدف لمدينة سطر تاريخها القديم والحديث رجالاتها من المسيحيين والمسلمين على حد سواء.

وحملت المواقف العابثين بالامن، مسؤولية وصم طرابلس بقندهار وتشويه وجهها، مع تساؤلات عن خفايا هذا العبث المشبوه بالزمان والمكان.

اكثر ما يثير التساؤلات هو اهتمام الاعلام الصهيوني بحادثة شجرة الميلاد في طرابلس والاشارة اليها ببخ السم الطائفي، كما اهتمامه بكل حادثة في اية منطقة لبنانية والتوغل في ادق التفاصيل اللبنانية، مما يؤكد ان الاعلام الصهيوني يصب اهتماماته على الساحة اللبنانية كلها، وهذا ما ظهر منه في اضاءة اعلامه على حادثة حريق منزل في الشياح، وصولا الى حادثة طرابلس.

وعي ابناء طرابلس وتيارات المدينة كافة، كان كفيلا بافشال المخططات الفتنوية التي يتولاها حفنة من المغرر بهم، ويصرون على الباس المدينة رداء الطائفية والتمذهب والتكفير، ويحاولون سلخ المدينة عن تاريخها الحقيقي الوطني ، وهي المدينة الحاضنة للكنائس والمساجد، التي تتحد في عدة احياء جدران هذه تلاصق جدران تلك.

وطرابلس بتاريخها الطويل كانت تحتفل بالاعياد الدينية المسيحية والاسلامية كأعياد تتوحد فيها الافراح والعواطف، وتحولها الى اعياد شعبية جامعة يتبادلون فيها التهاني بوحدة روحية جامعة.

الطرابلسيون اجمعوا على الاحتفال بالميلاد كعيد موحد، فاضاؤوا الشجر عند دوار الميناء، ودوار المعرض، وفي زينة ميلادية تشير الى ان ولادة السيد المسيح هي ولادة للانسان الحديد الذي طرد ابناء ابليس اليهود من الهيكل، وقال لهم "انتم ابناء الافاعي ..وانتم ابناء ابليس تعملون بشهوات ابيكم تقتلون النساء والاطفال وكل نسمة حياة" ...

طرابلس في ساحاتها وجدرانها آخت وجمعت بجداريات بين ميلاد المسيح وابو عبيدة الناطق الحربي لكتائب القسام، لتقول ان ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا سوى اليهود.

مطارنة الشمال وكنائس المدينة اعتذرت عن استقبال المهنئين بالميلاد والاعياد تضامنا مع غزة وفلسطين، وقالوا كلمتهم ان الاعياد لن تكون الا يوم اعلان نصر فلسطين وتطهيرها من الرجس اليهودي الصهيوني .


المصدر : الديار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa