بكل محبة إلى شارل جبور: بلطجة السلاح لا تحارب ببلطجة المناشير

21/08/2024 11:59AM

ما زال الجميعُ مذهولًا من اللّغة الحطبية التي اعتمدها المسؤول الإعلامي لحزب القوات اللبنانية شارل جبور في إطار اختلافه بالرأي مع وزير الإعلام زياد مكاري علنًا وعلى منصةِ إكس. 

لغة الأهبل والخفيف والبسيط تُذكر بأيام التراشق الإعلامي متدني المستوى الذي أشعله رئيس الجمهورية السابق ميشال عون مع الرئيس سعد الحريري حين كان مكلفًا بتشكيل الحكومة. وحينها كانت القوات اللّبنانية أول من استغرب هذه اللّغة الغريبة في التخاطب سيما وأنّ الحياة السياسية هي أغنى ما في لبنان والاختلاف في وجهات النظر صحي وضروري لإنعاش الحياة الديموقراطية في بلد تتداعى فيه هذه القيمة التي تغنى فيها منذ زمن طويل. 

وفيما التشديد على الاحترام وعدم تشخيص الاختلافات السياسية  ضروري أكثر من أي وقت مضى في هذه المرحلة حتى لا تتحول الخلافات العميقة  إلى انقسام حاد لا فقط بالرؤية بل بالأخلاق أيضًا وحتى لا تأخذ هذه التصرفات بنوعية الحياة السياسية في لبنان إلى جهنم آخر، فإنّ رفض ما أتى على لسان شارل جبور يأتي أولًا من بيئة القواتيين والسياديين حيث كان يُمكن الرد على خطاب مكاري بخطاب آخر يصوب ما تراه القوات مغالطات أو تشويهًا للحقيقة. 

ويرى المستغربون أنّ الدفاع عن جعجع يمكن أن يكون برد عالي السقف كالبيانات المتزنة التي تصدر يوميًا عن حزب القوات للتصويب على رئيس مجلس النواب نبيه بري مثلًا أو على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في إطار الخلاف السياس.  

المسألة اليوم ليست مسألة دفاع عن وزير الإعلام الذي رغم انتمائه السياسي بقي على مسافة واحدة من جميع الصحافيين وحماهم بل هي تشديد على ضرورة عدم انحدار مستوى النقاش في البلد حتى لا يتحول الانهيار الحاصل إلى انهيار أخلاقي يدمر ألف باء الصحافة وعالم الإعلام والسياسة.  ولأنّ محاربة بلطجة السلاح غير الشرعي لا يمكن أن تكون عبر بلطجة من نوع آخر أيضًا.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa