03/09/2024 02:36PM
كتب طلال الحلو في الخبر:
حرب ضروس نشهدها منذ ايام بين تلفزيون المر MTV وتلفزيون الجديد. لماذا؟ وماذا بعد؟
"وجدتها"... هكذا تخيل رجل الأعمال قبل سنوات، على نسق ما حدث لأرخميدس في الحمام الشهير. لكن، شتان ما بين العالم اليوناني وتحسين الخياط.
ظّن التاجر الصيداوي الطموح وقتها أنه وجد "المعادلة الذهبية" للنجاح والثروة في بلد كلبنان. "وجدتها"، قال بعد أن قطّب حاجبيه الكثين، مكتشفاً أهمية الدمج بين "البيزنس" والإعلام. فمهما تكن ثريا أو صاحب مال وتجارة وأعمال، في غابة كلبنان، أنت بحاجة إلى صوت يدافع عنك وعن مصالحك ولو استباقيا، كي تبقى وتستمر وتبتز وتحقق إنجازات… هكذا كانت ولادة تلفزيون الجديد. أداة بيد صاحبها وورثته وبعض الغلمان، للعب مع منظومة الفساد مع "المحاضرة في العفة"، فحسب.
في التقرير التالي، سنسلط الضوء على السلاح السري الذي بات مفضوحا بيد تحسين الخياط: مريم البسام وربعها، والتي تتبدل مع تبدل المصالح والعروض الخارجية...خاصة إذا كانت بـ"الفريش دولار"...
مريم البسّام... "خيّاطة تحسين" للجمل الإنشائية
ماذا يحدث حين تنتقل ممثلة ثانوية من أداء دور كومبارس، إلى ما تخاله دور بطولة؟ ببساطة، تصير مريم البسّام، صحافية بحصانة، مع مناعة برجوازية مصدرها ارستقراطي من طراز تحسين الخياط.
لا أدري ما الذي قاد مريم البسام إلى أن تؤدي دور صحافية ورئيسة تحرير وكاتبة مقدمة أخبار "قناة تلفزيونية للإيجار"، لصاحبها تحسين خياط، الوافد إلى عالم الإعلام والنشر من دنيا المال والبيع والشراء، بخلفية انتقامية من الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
كنت أظنّ بداية الأمر أن نزوحها من قرية جنوبية صامدة على حدود فلسطين، دفعها إلى مجال الصحافة، والخوض في الشأن العام. لكنها سرعان ما بددت ذلك حين بثت سمومها من تحت الطاولة ومن فوقها، ومن خلف الشاشة ومن أمامها، نحو المقاومة راميةً إياها بسهام أسهم "مرجعها الفكري والوطني" تحسين خياط، صاحب القناة التلفزيونية التي للإيجار.
ثم قلت في سرّي: لا ليست خلفيتها الجنوبية ولا الوطنية طالما أنها تنقل القلم من يد إلى يد، بأسرع من الضوء. لعلّها خلفيتها الطبقية وانحيازها إلى عالم الفقراء والكادحين والعمال والمياومين، لكنها، وببخّة سمّ واحدة، طيّرت ظنّي هذا أيضاً. لا فقراء ولا عمّال ولا طبقة كادحة ولا بروليتاريا. مصلحة تحسين الخياط تعلو فوق كل مصلحة. ظننتها تريد تحسين أوضاع الطبقة الكادحة، لكن مريم البسام لم ترد إلا تحسين خياط، وتحسين استثماراته وتجارته الإعلامية التي على ما يبدو تلقى رواجاً.
مرةً جديدةً خيّبت ظنّي. قلت: ربما تطورت أفكارها مع مرور الوقت والنشرات وصفقات تحسين خياط في لبنان والوطن العربي والعالم. تريد الدولة. تريد بناء الدولة وتنشد هذا بحبرها المعتم، وجملها المترابطة ترابطاً يتفكك معه كل شيء: التحالفات والمجتمعات واللحمة الوطنية والعيش المشترك وأواصر القربى... وصولاً إلى آخر عائلة فقيرة في أقصى الجنوب أو في أقصى الشمال. تريد وطناً ومواطنين وواجبات وحقوقا وعدالة اجتماعية وقضاء ونزاهة ووحدة وطنية وأخرى عربية وأخيرة إنسانية... إلخ. لكن فاتورة كهرباء لصاحب القناة التلفزيونية التي للإيجار، بددت هذا كله. تسقط الدولة والعيش المشترك والمستقبل بل العالم عند أول فاتورة لم يجد تحسين الخياط مستأجراً دسماً يساعده على دفعها.
لكن مهلاً، ماذا لو كان ما تبثّه من سموم، في سبيل الأمن والأمان لا غير. فهي على علاقة وتنسيق مستمرّ مع كل جهاز أمني، ولا يخفى هذا على أحد في لبنان. قلت ربما. لكن الكلمات التي تدعو إلى الفوضى، والفتن المزروعة بين الجمل والتي تواظب البسّام على سقايتها حتى تنمو وتكبر، والفقرات التي لا تقود إلى غير الحرب وبث روح الفرقة والتفرقة، وضّحت المشهد وجلت الصورة.
منذ زمن طويل لم أعد أبحث عن أعذار لمريم البسّام. لم أعد أراها إلا على هيئة فتن وسموم ومصالح، مصالح تحسين خياط. ربما الخصلة الوحيدة التي تتمتع بها هي الوفاء. الوفاء لربّ العمل والفتن والسموم والقناة التي للإيجار.
تأجير أقلام وبيع مواقف
تقاتل البسّام في سبيل مصالح الخيّاط بالحروف والكلمات والجمل والفقرات والمقدمات والنشرات والبرامج.... وحتى بالأيدي والأرجل. قبل فترة وجيزة هاجمت "الإعلامية" زميلةً لها على مرأى من العالم. ارتقت بعملها حتى صارت توزّع شهادات للناس بحسن السيرة والسلوك والأخلاق المهنية وغير المهنية. صارت ربّة عمل صغيرةً تحت إشراف ربّ أعلى في الاستثمار والبيع والشراء الإعلاميين. ربّ في تأجير الأقلام وبيع المواقف وتأجيج الخلافات وبثّ الفتن... وتسديد فواتير الكهرباء.
شيء من عالم الخيال: حملة إعلامية على دولة كبيرة تظنّ مطلقها وحدوياً عربياً ينشد الإصلاح والحرية والعدالة... ثم تكتشف بعد حين أن القصة تكمن في مناقصة رسمية في هذه الدولة لم ترسُ عليه. حملة ثانية على مدى سنوات ضد زعيم لبناني قضى شهيداً... تكتشف بعد مرور الوقت أن خلفيتها شخصية جداً بل عائلية ترجع إلى زمن مضى. حملة أخرى وغير أخيرة على حزب لبناني مقاوم سرعان ما تتكّشف خلفيتها بعد كلمتين أو بعد جملة.
"تكبير راس" عبر الشاشة، ثم طأطآت كثيرة خلفها، ليست أخبارها خافية على أحد.
سموم لا تحليلات
مريم البسّام، ببساطة، تختصر أحوال الإعلام في بلادنا: جمل إنشائية لا خبر فيها ولا تحليل. سموم فحسب تتلطّى خلف كلمات وتُبّثّ عبر شاشة لمن يدفع وأين المصلحة الضيقة. لعب على الحروف والكلمات في سبيل "جدّ" تجاري في مكان آخر. كلمات للتعمية على الأحداث لا لتوضيحها. جمل وظيفتها إيصال الصفقات إلى برّ الأمان وإلى خواتيم دسمة، لا إيصال المعنى إلى المشاهد والمستمع.
مريم البسّام، حبذا لو تعودين إلى دورك الأول: ممّا تشكو برامج الفنان الكبير صلاح تيزاني "أبو سليم". كان هادفاً ومسلّياً أكثر من "القناة المدعية". كان تحسيناً حقيقياً أو محاولةً للتحسين في بلادنا وخيّاطاً ماهراً يتقن إخفاء القطبة وإظهارها ساعة يريد ووفقاً للمصلحة الوطنية الحقيقية. أطال الله في عمره، وحفظنا من كل كومبارس.
أطال الله بعمر الخياط ووقانا شر كل كومبارس من طراز البسام، الذي لا يضحك على إصبع مجروح!
شارك هذا الخبر
نداء لمجلس الوزراء: لتخصيص جلسة للتعليم الرسمي
أيلول "مبلول"... ضباب ورذاذ
تنظيف الأوراق النقدية البالية... حرفة جديدة في غزة وسط الحرب
تصعيد جديد: تجمع الأجراء المتقاعدين في القطاع العام يرفع الصوت
المطران عودة: ماذا يجني المعطلون من التعطيل؟
في بيروت: محاولة إغتيال محامية ونجاتها بأعجوبة!
بالفيديو: بين الضفة والأردن... هجوم بالرصاص عند معبر الملك حسين ومقتل 3 إسرائيليين!
بالصور: خزاقة يكرم المطران صيقلي بحضور زحلي جامع
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa