الحلقة الثّانية من مسلسل... "إضاءة ليل إسرائيل"

10:38AM


كتب قزحيا ساسين في "السياسة":

لم تعُد ولاية الفَقيه تحتمل انهيار جدران الثّقة، بينها وبين فروعها، في لبنان واليمن والعراق، وبينها وبين حليفتها المرحليّة "حماس"، وذلك بسبب تجاهُلِها ما يتعرّض له جماعاتها من ضربات كبيرة، وآخرُها اغتيال السيّد حسن نصر الله، بعد سلسلة اغتيالات لقادة فاعلين وبارزين في المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، التي تُعتَبَر الذّراع الأقوى لِولاية الفقيه.

وأمام انهيار الثّقة الذي قد يصل إلى حدّ مَوتها، كانت طهران أمام خيارَين أحلاهُما مُرّ:  فإمّا أن تُكمل رحلة تجاهُلِها القاتلة، لا سيّما بعد قصائد الغزل والحبّ التي نظمها الرئيس الإيرانيّ بزشكيان لأميركا، وإمّا أن تلجأ إلى حلقة ثانية من مسلسل "إضاءة ليل إسرائيل"، وكانت الحلقة الأولى قد بُثَّت في نيسان الماضي.

صحيح أنّ الحلقة الثانية أتت أكثر تشويقا، لكنّها ليست أكثر تَشوِيكًا للعدوّ الإسرائيليّ، الذي استهدف المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، ضاربا عرض الحائط، على جاري عادته، بكلّ الحدود والضوابط الإنسانيّة، والأخلاقيّة، والقانونيّة، بتدمير وحشيّ وتهجير مقصود للناس من بيوتهم، التي رَمّد الكثير منها، وهدَم الكثير منها أيضا على رؤوس ساكِنيها...

وحين يكون التّخلّي الفَقِيهيّ عن حزب الله، في أكبر محنة يمرّ بها، إلى هذا الحدّ، تَتوسَّع دائرة الشّكّ في ضلوع عناصر إيرانيّة، في ما تعرَّض له الحزب من سلسلة اغتيالات قياديّة، وصولا إلى رأس الهرم واغتياله.

حاولت طهران، في الحلقة الثانية، أمس، أن تُصفّي ذِمّتها مع "حماس" وحزب الله وشعبها في آن واحد، عندما اعتبرَت هذه الحلقة الصاروخيّة، التي ظهرَت وكأنّها ذات نار لا تؤذي البشر، وتكتفي بالإضاءة التي تُثِير الغريق المتمسّك بِقَشّة،  ثأرًا لاغتيال اسماعيل هنيِّه، والسيّد حسن نصر الله، ونائب رئيس الحرس الثوريّ عبّاس نيلفروشان، ولَو استطاعت لاعتَبَرتها أيضا ثأرا لِلّذين ستغتالهم إسرائيل في الأيّام الآتية أيضا، نَظرًا إلى كلفة إعداد مثل هذه الحلقات، التي تخشَى طهران، على الرّغم من تنسيق الإخراج والزمان والمكان... مع أميركا، أن تتمادى إسرائيل في الرّدّ عليها، وتتعرّض طهران لخسارة تَدفعها إلى المحاربة بِلحمها الحيّ، الذي لم تحارب به يوما، ساعيةً دائما إلى أن تكون دماء الآخرين رافِعة لها، للاستثمار السياسيّ في سُوق الدّم العالميّ.

صحيح أنّ أبواب الحرب مفتوحة على كلّ الاحتمالات، غير أنّ أميركا ستضغَط في اتّجاه عدم توسيعها، وقد تنجح في ضبط الرّدّ الإسرائيليّ وهندسته، في التنسيق مع طهران، ويبقى الثّمن الأكبر الذي سيكون لبنانيّا. وكما يتبيَّن أنّ المخطّط الذي رسمته إسرائيل لجنوب لبنان، وباشرَت تنفيذه، سيستغرق وقتا، لا يمكن التّكهّن فيه، وقد يجتاز الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة في أوائل تشرين الثاني.

فهل من مساعٍ سياسيّة، تحت النّار، تستطيع الوصول إلى حلّ من بوّابة القرارات الدّوليّة التي تخصّ لبنان؟ وإذا وافق حزب الله، فهل يوافق نتنياهو؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa