تدهور بيئي يهدد شواطئ لبنان: من مياه ملوثة إلى استغلال تجاري

06:54AM

كتبت غاييل بطيش في نداء الوطن: 


في لبنان، لم يعد البحر مساحة للراحة أو الهروب من حرّ الصيف، بل تحوّل إلى مرآة تعكس فشلًا بيئيًا مدوّيًا.


المجارير تصبّ في البحر من دون معالجة، والأنهار تفيض بالتلوّث، والتيّارات تنقل الأوساخ من شاطئ إلى آخر. والنتيجة مشهد طبيعي جميل في الظاهر، ولكنه مريض في العمق من دون خطة إنقاذ، ومن دون رادع.


يؤكّد رئيس حزب البيئة العالمي، الدكتور ضومط كامل لـ «نداء الوطن»، أنّ الشواطئ اللبنانية تشهد تدهورًا بيئيًا خطيرًا نتيجة تصريف كميّات كبيرة من المياه الملوّثة بشكل مباشر في البحر. ولفت إلى وجود أكثر من 65 مجرورًا رئيسيًا يصبّ في البحر من دون أي معالجة، سواء للصرف الصحي أو الصناعي، بالإضافة إلى التلوّث الناتج عن المنتجعات وغيرها من المصادر.


وأوضح كامل أنّ حركة المياه في البحر تجعل من المستحيل تصنيف الشواطئ على أنها نظيفة أو ملوّثة بشكل منفصل، قائلًا: «ما يرمى في البحر في منطقة ما ينتقل بفعل التيارات إلى مناطق أخرى. والدليل على ذلك ما حدث خلال قصف الزهراني، حيث وصلت بقع الفيول خلال 24 ساعة إلى مختلف الشواطئ اللبنانية، وبالتالي، لا يمكن الحديث عن مناطق نظيفة وأخرى ملوّثة، فالمياه المتحرّكة تحمل معها كلّ شيء من مكان إلى آخر».


ولفت كامل إلى أنّ الدولة اللبنانية لم تضع حتى اليوم خطة واضحة لمواجهة هذا التحدّي البيئيّ المتفاقم. كما أشار إلى تأثير التيّارات البحريّة الممتدّة من نهر النيل، حيث تدفع كميات ضخمة من المياه إلى البحر الأبيض المتوسط، ما يؤثر بشكل مباشر على الشواطئ اللبنانية، قائلًا: «تيّارات البحر تنقل معها الملوّثات، ولكن من ناحية أخرى، مياه البحر تحتوي على بكتيريا قادرة على تنظيف نفسها خلال 18 إلى 20 ساعة».


وفي ما يخص غياب المعالجات، اعتبر الأخير أنّ الوضع في تدهور مستمرّ، مشيرًا إلى حالة محطة تكرير الصرف الصحي في جبيل، التي تمّ تجهيزها منذ عام 2003 ولكن حتى اليوم لم يضعوا عليها «قسطر إنش»، ولا يزال الصرف الصحي يُصرَف مباشرة في البحر أو في الآبار الجوفية، ما حوّل الأنهار اللبنانية إلى مكبّات شرعية للصرف الصحي.


ومع حلول موسم الصيف، أوضح كامل أن بعض الشواطئ تبقى أفضل من غيرها، منها شواطئ صور، السعديات، جبيل، شكا، البترون، الهري، وشواطئ الشمال، مضيفًا: «لكن من الخطير جدًّا أن نرى مواطنين يسبحون بالقرب من مكبّات النفايات مثل شاطئ الجديدة أو مصب نهر بيروت والغدير».


ونوّه بنهر ابراهيم الذي يعدّ من الأنهر النظيفة في لبنان، إذ يغذّي الشاطئ بمياه عذبة خالية من الصرف الصحي، ما يجعله من الأماكن الآمنة للسباحة.


وعن الشواطئ المجانية، عبّر كامل عن أسفه لكون معظم الشواطئ اللبنانية أصبحت خاصة وتجارية، ولم تعد متاحة للعامة إلّا مقابل مبالغ مالية، كما هو الحال في شواطئ كسروان وجونيه وغيرهم، مضيفًا أن «هذه الشواطئ ليست نظيفة أصلًا لتفرض رسومًا مقابل استخدامها».


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa