لبوة تفترس شابًا أمام عيون زوار حديقة الحيوان

لقي شاب برازيلي يبلغ من العمر 19 عاماً مصرعه بعدما افترسته لبوة أمام أعين زوار حديقة حيوانات، إثر تسلّقه جداراً بارتفاع ستة أمتار وتجاوزه سياج الأمان ودخوله إلى حظيرتها في مدينة جواو بيسوا شمال شرقي البلاد، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية.

وأفادت حكومة المدينة أن الشاب، ويدعى جيرسون دي ميلو ماتشادو، "دخل عمداً حظيرة اللبوة" في متنزّه أرودا كامارا صباح الأحد، بعد أن تسلّق الجدار وتشَبَّث بشجرة داخل الحظيرة قبل أن يهبط منها إلى الأرض.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع اللبوة "ليونا" وهي تتمدد قرب الزجاج الفاصل بينها وبين الزوار، قبل أن تتجه مباشرة نحو الشجرة التي نزل منها ماتشادو وتجرّه إلى الأرض. وبعد نهوضه للحظات، اختفى الشاب عن الأنظار.

وقال فلافيو فابريس، رئيس معهد جواو بيسوا الطبي القانوني، لوكالة "فرانس برس" إن التعرف على هوية ماتشادو تمّ عبر بصماته، مشيراً إلى أن سبب الوفاة يعود إلى "نزيف ناجم عن إصابات في أوعية الرقبة".

وأعلنت السلطات البيئية أنها أجرت، يوم الإثنين، تفتيشاً ميدانياً في حديقة الحيوانات التي لا تزال مغلقة أمام الزوار، وفق ما أكدته بلدية المدينة وإدارة الحديقة.

ودافع الطبيب البيطري في الحديقة، تياغو نيري، عن معايير السلامة المعتمدة، واصفاً الحادث بأنه "غير متوقع"، فيما أكدت إدارة الحديقة أن "القتل الرحيم ليس خياراً مطروحاً" بحق اللبوة "ليونا"، التي "لم تُظهر أي سلوك عدواني خارج سياق الحادث".

وذكرت الحكومة في بيان أن سلوك ماتشادو قد يكون "محاولة انتحار"، في ضوء تاريخه الشخصي والمعاناة النفسية التي عانى منها.

وقالت مستشارة حماية الطفل، فيرونيكا أوليفييرا، في مقطع فيديو على "إنستغرام" إنها رافقت ماتشادو لمدة ثماني سنوات خلال خضوعه للرعاية المؤسسية في المدينة، لافتة إلى أن والدته وأجداده كانوا يعانون مرض الفصام، غير أنه "لم يحصل أبداً على الرعاية التي كان يحتاج إليها من الدولة".

وأضافت أوليفييرا أن ماتشادو كان يحلم بأن يصبح مدرباً للأسود، وروت أنه حاول في السابق التسلل إلى طائرة اعتقد أنها متجهة إلى إفريقيا، بعد أن قطع سياج المطار واختبأ في معدات الهبوط.

من جهتها، قالت قريبة الضحية، إيكارا مينيزيس، إن ماتشادو صرّح في الأسبوع الذي سبق الحادثة أنه "يحتاج إلى توفير المال ويريد الذهاب إلى إفريقيا"، مشيرة إلى أنه "أمضى نصف حياته تقريباً في السجن"، مضيفة: "لم يكن فتى سيئاً، كان مجرد شاب يحتاج إلى الدعم ولم يحصل عليه".

بدوره، كشف إدميلسون ألفيس، مدير وحدة في سجن جواو بيسوا، في تسجيل مصوّر على "إنستغرام"، أن ماتشادو احتُجز 16 مرة في مراكز للأحداث والبالغين، مؤكداً أنه كان "شخصاً يحتاج إلى المساعدة"، لكن "لم يكن أحد في عائلته يريده".