معارك إدلب... بوابة العبور نحو إنهاء الحرب السورية!

23/06/2019 07:58AM

كتب يحيى شمص في "السياسة" :

ملاذ المعارضة السورية المسلحة مهدد في ادلب وجوارها، حساباتها الاستباقية لم تتلاقى وزخم اندفاعتها العسكرية في تلك المنطقة، لقد خيبت أمال كثيرين من حلفاء اقليميين ودوليين بعد 7 أعوام من حرب كادت أن تدمر دمشق، إحدى اقدم العواصم العالمية، قبل ان ينحصر الصراع تدريجيا في الشمال الشرقي السوري.  


 ارتفاع حدة التوتر بين واشنطن وطهران في مضيق هرمز


  هنا تبدو الخريطة متقلبة غير مكتملة الرؤى، الحذر يشوب العلاقة بين أنقرة وموسكو ومن خلفهما طهران، ما ارتكز عليه في اتفاق "سوتشي"، لا يغفل بتاتا مطامع كل منهما ورهانه على مزيد من انجازات عسكرية انطلاقا من حشد حلفاء اساسيين وافتراضيين تابعين للطرفين، في العلن كل طرف يبرىء ذمته،على قاعدة التزامه بمقررات سوتشي، مقررات لا يبدو انها تنفذ الا في الشق المتعلق بوقف المعارك وإرساء هدنة هشة قابلة للاشتعال تبعا لظروف التطورات المحيطة بالمنطقة داخليا واقليميا، على رأسها الانسحاب الاميركي المتوقع من الاراضي السورية، و ارتفاع حدة التوتر بين واشنطن وطهران في مضيق هرمز.

مهندسو استانا وسوتشي يدركون مدى التجاذبات السياسية بخصوص المرحلة الانتقالية وطبيعة التعديلات الدستورية الموعودة، رغم التوافق العلني على أهمية الحل السياسي وتفعيل مناطق خفض التصعيد، لا تزال موسكو غير واثقة بخطط أنقرة بموجب الاتفاق الروسي التركي الايراني في مايو ايار 2017، فبند اضعاف هيئة "تحرير الشام" ممثل "تنظيم القاعدة" في سوريا لم تنفذه انقرة، ولا يزال السلاح الثقيل يصل الجماعات المسلحة، وإمداد الاسلحة متواصل عبر الحدود التركية المفتوحة من جهة ادلب كما تقول وزارة الدفاع الروسية.

ليس هذا فقط، فانسحاب هيئة "تحرير الشام" من الخطوط الامامية في ادلب لم يتحقق، ربما لحسابات مرتبطة بمعارك مستقبلية متوقعة، حيث لا تزال تسيطر الهيئة على الجزء الاكبر من ادلب واجزاء من محافظات حماه وحلب واللاذقية. 

 خنادق ادلب قد تكون طريق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان  نحو تحصين سياساته الداخلية وتوجهاته الاقليمية، فحساباته تفترق مع المصالح  الروسية تحديدا في ادلب، لتبقى التساؤلات تراود اروقة الكرملين حول جدية اردوغان  ببدء معركة تنهي "تحرير الشام"، تطبيقا لاتفاق "سوتشي"، مع العلم ان الاتفاق يسمح بتحرك الجيش السوري لضرب الفصائل المصنفة ارهابيا، وفي مقدمتها هيئة "تحرير الشام".

اردوغان هدد في حال استمرار استهداف نقاط المراقبة التركية، وتوعد بالرد، الذي كانت أولى طلائعه ارسال مزيد من الحشود الى نقاط المراقبة العشرة المنتشرة حول ادلب، في المقابل تبدو موسكو غير راضية عن تعزيز القوات التركية لمراكز نقاطها في ادلب، وعن اي تقدم عسكري نحو تل رفعت السورية.


انقرة لا تزال متأرجحة بين الحليف الاميركي المتردد والصديق الروسي المتجدد






انقرة لا تزال متأرجحة بين الحليف الاميركي المتردد والصديق الروسي المتجدد، هي دعمت الفصائل المسلحة بصواريخ "التاو" مانعة تقدما كبيرا للجيش السوري وحلفائه باتجاه عمق ادلب، ربما العين التركية لا تحيد عن تل رفعت في اي حل متكامل في المستقبل القريب منه وحتى البعيد، يأتي ذلك بعد غياب الحديث عن منطقة آمنة شرق الفرات، ما اعتبرته انقرة تخاذل من جانب الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تعهداته بدعم هذه المنطقة، وتردده ايضا في تغطية أي عملية تركية برية ضد قوات سوريا الديمقراطية ذو الغالبة الكردية، والتي تعد "العدو" الرئيسي للحكومة التركية.

اردوغان الذي تستضيف بلاده حوالي 3 ملايين لاجئ سوري، ليس بحاجة الى مزيد من تدفق اللاجئين وبالتالي مزيد من الضغوطات الداخلية، يدرك جيدا أن أي حل سياسي يراعي بعض جوانب مصالحه في سوريا، خصوصا لجهة تقليص وكبح الانفلاش الكردي نحو حدود بلاده، سيكون محط ترحيب لديه.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa