جعجع يعود الى الجبل من بوابة المختارة !!!

15/08/2019 07:57AM

يتحضر الجبل لاستقبال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الأسابيع القليلة المقبلة، من أجل تأكيد موقفه الثابت والمتضامن مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خلفية حادثة قبرشمون، وتثبيت المصالحة في الجبل ورفض منطق الالغاء لأيّ طرفٍ.

زيارة جعجع هي الاولى من نوعها، إذ لم يقم بعد خروجه من السجن بأية جولة شعبية، بل اقتصرت جولاته في إطار الحراك السياسي أي من معراب إلى بيت الوسط وكليمنصو. 

وتلتفت الأنظار اليوم إلى أبعاد زيارة جعجع المرتقبة إلى المختارة وبيت الدين ودارة النائب جورج عدوان، والتي سيتمّ عبرها تحديد لقاءات مع فاعليات اشتراكية وقواتية سياسية وشعبية وأهلية، بغية إعادة خارطة الطريق الأساسية لمصالحة الجبل التي بنيت على ركيزة المصارحة والمسامحة بين الحزبين "القواتي" والاشتراكيّ"، إذ لاشك أنهما الطرفان السياسيان المعنيان بها "مباشرة".

جولة جعجع تأتي بعد انتزاع فتيل أزمة البساتين، التي بدورها أعادت خلط الأوراق بين الحزبين. إذ شهدنا غزلاً جنبلاطياً لم يسبق له مثيل وذلك بعد ما شكر رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط جعجع عبر "تويتر" تضامنه معه في قضية قبرشمون. وبذلك تحولت القضية من خلاف درزي – مسيحي إلى خلاف سياسيّ بحت. وفي هذا الإطار، ترى بعض الأوساط السياسية ان زيارة جعجع للجبل في هذه اللحظة بالذات، قد تُعطي ابعادا سياسية في غير محلها وقد يوظفها بعض المتضررين في غير سياقها لمحاولة تعكير صفو العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون او نقل المعركة من درزية - درزية الى مسيحية - مسيحية بين القوات والتيار، وهي فرصة لن يقدمها رئيس القوات على طبق من فضة لمن يتطلع الى اقتناصها.

وبالعودة إلى علاقة الحزبين، يُلاحظ أن أولى خطوات "التزاوج" القواتي وحزب التقدمي الاشتراكي أتت  قبل سنة و 3 أشهر، وذلك على أثر تحالف الأخير في الانتخابات النيابية مع مرشحي القوات في الجبل خاصة وأن القوات تحتاج اليوم الى تعزيز مواقعها في الجبل بعد الحضور المسيحي المتقدم الذي حققه التيار الوطني الحر والذي استطاع أن يفوز مع حلفائه بأربعة مقاعد نيابية مسيحية، وذلك للمرة الأولى منذ تاريخ الانتخابات النيابية حيث كان الصوت الدرزي يختار النائب المسيحي، وهو أمر أزعج جنبلاط ووتّر علاقته مع "الوطني الحر" ما أثر على علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون. 

وبحسب الأوساط السياسية، يعمل جعجع من خلال تقاربه من جنبلاط وحزبه على إعادة صياغة التركيبة الجبلية مع الزعيم الدرزي الأقوى من جهة، والزعيم السني الأقوى أي رئيس الحكومة سعد الحريري في اقليم الخروب من جهة أخرى، مما يؤدي الى "عزل" التيار الوطني الحر الذي فضّل اختيار الأمير طلال ارسلان حليفاً له في عاليه بدلاً من جنبلاط  في قضاء الشوف. وتقول بعض المصادر أنه ثمة رهان في معراب على ازدياد الشرخ بين الاشتراكيين والعونيين على خلفية مواقف وزير الخارجية جبران باسيل المتضامنة مع النائب ارسلان إبّان أزمة البساتين إضافة إلى اتهامه بزرع الفتنة وسعيه المستمر على "تفجير" الشارع الدرزي - المسيحي، وهذا ما يؤكد أننا سنشهد تحالفاً "عونيا" – "ارسلانياً في مواجهة تحالفاً "قواتيا" – "اشتراكيا" في منطقة الجبل مع امكان امتداده الى البقاع الغربي حيث للحضور الدرزي الوزن السياسي الفاعل.

من هنا، برزت أهمية زيارة جعجع الى منطقة الشوف مروراً  من بوابة المختارة ، وباشر الفريق المعاون لجعجع في تقييم أبعاد هذه الخطوة ومفاعيلها السياسية من جهة، ووقعها على أبناء الجبل المسيحيين من جهة أخرى، ومدى تأثيرها على العلاقة مع أبناء الجبل الدروز، إذ تؤكد المصادر أن أهالي الجبل وخاصة أبناء المختارة في غاية الحماس للقاء جعجع المساند الأول والأوفى لزعيمهم الدرزي وليد حنبلاط. 

في المقابل، تفسر بعض الاوساط السياسية، أن زيارة رئيس القوات اللبنانية تأتي كرد على زيارة باسيل غير المكتملة، إذ إن الأنظار متجهة إلى هذا اليوم التاريخي في الجبل للمقارنة بين شعبية جعجع من جهة وباسيل من جهة أخرى، مما يؤشر إلى أن خطوة جعجع ستحدد قوة كلا الحزبين وستشكل نقطة تحول مرتقبة في الانتخابات المقبلة على صعيد الجبل تحديدا. 

الجدير بالذكر، أن اختيار شهر آب  للقيام بالزيارة المنتظرة يؤكد بشكل مباشر على تمسك القوات اللبنانية  بأسس المصالحة التي أرساها البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير عام 2001، علماً انه يوم تمت هذه المصالحة كان جعجع لا يزال في السجن. وبالتالي فـــإن اختيـــار هذا التاريخ يدل على استــمرار روح المصالحة من جهة، ويعزز التحالف الاستراتيجي بين الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل والقوات اللبنانية التي شكلت في يوم من الأيام نواة 14 آذار من جهة أخرى.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa