"البحصة بتسند خابية": الموسم السياحي يبشّر بالخير... ولكن!

17/04/2023 10:55AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة”:

وسط كلّ ما يمرّ فيه لبنان، تبدو السياحة مشجّعة نوعًا ما، ويبدو الموسم السياحي مبشّرًا بالخير مع بدايته باكرًا في شهر نيسان.

نيسان الشهر "المليان بالعطل"، شهد وما زال استقطابًا كبيرًا للسواح وأنعش الوضع السياحي وحرّك الدورة الاقتصادية.

القسم الأول من عطل شهر نيسان مرّ وهو ما صودف فيه عطلة عيد الفصح لدى المسيحيين الذين يتّبعون التقويم الشرقي والمسيحيين الذين يتّبعون التقويم الغربي، ليبقى التعويل الأكبر على عيد الفطر الآن. 

الوضع السياحي في عيد الفصح

رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر، يشير إلى أنّ "السياحة في لبنان تتطال بمواقع عدة: مطاعم، مقاهي، ملاهي، فنادق، شقق مفروشة وتأجير سيارات... وغيرها". 

ويقول في حديث لـ "السياسة": "بالنسبة للمطاعم في الأعياد المسيحية كان الوضع جيدًا، أما بالنسبة للفنادق فيُعتبر الوضع في ركود لأننا في فترة رمضان ليتغيّر الوضع في عيد الفطر نظرًا للعطل في كل الدول العربية". 

لافتًا إلى أنّ "العديد من اللّبنانيين يرغبون في الاحتفال بالأعياد في لبنان، إضافة الى العرب والعراقيين والأردنيين والمصريين والسوريين، وهذا ما يُنعش فنادق بيروت وتصبح نسبة التشغيل أفضل مما هي عليه اليوم، أما بالنسبة للفنادق التي تقع خارج نطاق بيروت فالتعويل عليها سيكون في عطل نهاية الأسبوع من خلال تمضية العطل في جزين، الأرز، فاريا، وغيرها..."

عيد الفطر فرصة لانطلاقة الموسم السياحي

مع مصادفة عيد الفطر باكرًا هذا العام، سيشكّل العيد المنتظر فرصة لانطلاق الموسم السياحي بشكل مبكر أيضًا، وهنا يشير الأشقر إلى أنّ "ستكون فرصة العيد جيّدة وتمتد لأسبوع تقريبًا في معظم البلدان"، مؤكدًا أنّ "عددًا كبيرًا من السواح سيزورون لبنان". 

ماذا عن موسم الصيف؟

المشهد الذي طبع صيف العام الماضي سيتكرر هذه السنة بحسب الاشقر، لافتًا إلى أنّ "اللّبناني سيعود الى لبنان وفي الصيف ستتوسّع السياحة من خلال عودة السواح من بلدان عدة كفرنسا، أستراليا، كندا وغيرها، وإضافة الى السواح من الجنسيات المختلفة يبرز دور السياحة الدينية والرياضة والتسلّق والمشي". 

والسياحة المرتقبة في الصيف لا تقتصر على هذه الأمور، وهنا يقول الاشقر: "عدد كبير من الأجانب يتواصل مع لبنانيين آخرين منتشرين في الخارج ويشجعون بعضهم لزيارة لبنان اضافة إلى اللّبنانيين الموجودين في الخليج العربي الذين يزورون لبنان عندما ترتفع درجات الحرارة وتزداد نسبة الحر في الخليج". 

السياحة تقاوم

رغم الانتعاش السياحي إلّا أنّ الواقع يعكس وضعًا خجولًا للأرقام، ويصف الأشقر الوضع، قائلًا "السياحة تقاوم كل ما يحصل في البلد". 

شارحًا: "قسم من المؤسسات المحصورة بمناطق معيّنة يسجّل ازدهارًا كبيرًا، أما في مناطق أخرى فنشهد انعدامًا للسياحة، وسبب ذلك يعود إلى كمية السواح". 

ويعطي مثالًا: "في الماضي كان لبنان يستقطب سنويًا 2 مليون و300 ألف سائح وكان المدخول من السياحة 9.3 مليار دولار سنويًا، أما اليوم فالسياحة محصورة بالعاصمة ومطاعم محددة، أما في مناطق أخرى كصيدا وصور فالوضع ليس كذلك". 

ويرى الاشقر أنّ "في فترة الركود العاصمة تستقطب العدد الأكبر من السواح، ونشهد الانعدام السياحي في المناطق الأخرى خاصة في أيام الأسبوع العادية"، ملخّصًا الوضع بمقولة: "البحصة بتسند خابية". 

ومعتبرًا أنّ "العمل في موسم الاصطياف يكون جيدًا إنما عندما تفتح المدارس أبوابها ويعود السواح الى بلدانهم الوضع يتراجع من جديد وتبدأ الخسائر المتلاحقة بالرغم من الأرباح الموقتة خلال مواسم الأعياد وفترة الصيف".

وعليه، بالرغم من كل الإيجابيات والظروف السياحية الجيّدة إلّا أنها موقتة ولا تدوم في ظل الوضع الصعب الذي يمرّ به البلد وغياب مسؤولية الدولة وفشلها في مختلف المجالات.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa