تراشق مسؤوليات والنتيجة واحدة: أبقار شاردة ترعى النفايات وحليب ولحوم ملوثة في الأسواق!

19/03/2024 09:55AM

كتبت نوال برو في "السياسة":

في مشهد غير مألوف, ستتفاجأ خلال مرورك بشوارع طرابلس ولاسيما في منطقة أبي سمراء بأبقار شاردة تتجول في الأحياء وبين السيارات, ترعى النفايات وتشرب من المجارير. المنظر يبدو مقرفًا جدًا, فما بالك في حال عُرف كظاهرة اعتاد عليها المواطنون؟ 

وتضم منطقة أبي سمراء مزارع وسط البيوت, إلا أن التجويع, الذي يبدو واضحًا على الأبقار, يدفعها إلى أكل فضلات النفايات، التي تحتوي في كثير من الأحيان على مواد كيماوية ومواد سامة.  

في السياق ، أكدت المدافعة عن حقوق الحيوانات الناشطة غنى نحفاوي في حديث لـ "السياسة" أنها ليست الأولى التي تُرفع فيها الصرخة, مؤكدة أن ما يجري غير منطقي على الإطلاق. 

ووفقًا لنهفاوي التي وصفت المشهد بالمرعب, فإنّ هذه الأبقار تأكل كل أنواع النفايات, ومنها النفايات الطبية وتلك التي تحتوي على بلاستيك.

ربما يدفع الفقر بأصحاب هذه الأبقار إلى تركها لترعى النفايات, إلا أنه لا شك أن نتائج ذلك تعد كارثية. لذلك قسمت نحفاوي الأضرار  إلى شقّين:

-أضرار تنعكس على الحيوان. فالنفايات هي بمثابة سمّ لهذا الحيوان, وقد تتسبب بتمزيق أمعائه ونمو الأمراض والجراثيم في جسمه. كما قد يؤدي ذلك إلى إصابتها بـ "جنون البقر" وهو أحد الأمراض النادرة التي تستهدف الدماغ والجهاز العصبي للدرجة التي قد تؤدي إلى نفوق تلك الكائنات.

-أضرار تنعكس على البشر.  حيث أنّ مستهلكي اللّحوم وحليب الأبقار هم أكثر المتأذين من هذا الأمر. ويصبح حليب هذه الأبقار التي تأكل مواد كيماوية وأخرى ملوثة, تلقائيًا ملوثًا. وكذلك الأمر بالنسبة للحم البقر الذي يصبح سامًّا. كما أشارت إلى أنّ مرض جنون البقر قابل للانتقال للإنسان, وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على حياته.

وتكرر نحفاوي في كل مناشدة ترفعها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة " إذا مش خايفيين على الحيوان.. خافوا عالإنسان وصحته", إلا أن ذلك لا يساعدها كثيرًا, فلا شيء تغير والأبقار ما زالت تحتل شوارع طرابلس.

وبالحديث عن دور الجهات الرسمية في هذا الإطار, كان محافظ لبنان الشّماليّ رمزي نهرا قد أصدر سابقً قراراً طلب فيه توجيه إنذار لمالكي الأبقار الشّاردة على الطّرقات العامّة في مدينة طرابلس "ومصادرة البقر في حال عدم الالتزام لصالح مسلخ طرابلس وتوزيعها على الفقراء وبإشراف بلديّة طرابلس".

وكما جرت العادة, بقي هذا القرار حبرًا على الورق. سنوات والمناشدات تعلو من السكان والناشطين لسحب هذه الأبقار من الشوارع إلا أن أحدًا لا يحرك ساكنًا, وفقًا لما أكدته نحفاوي. 

وعليه, ناشدت  الناشطة غنى  الوزارات المعنية لدق ناقوس الخطر والتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة. 

أيضًا، وبعيدًا عن صحة الإنسان والحيوان, سلطت نحفاوي الضوء على موضوع السلامة المرورية. فالأبقار تتجول بين السيارات وتتسببب بحوادث أحيانًا.

وتعليقًا على قرار محافظ طرابلس بمصادرة الأبقار من شوارع أبي سمراء في حال لم "يضبها" أصحابها, سأل  رئيس شرطة بلدية طرابلس ربيع حافظ: كيف سنقوم بهذه المهمة وسط عدم توافر الأدوات اللازمة؟ وماذا سنفعل بالأبقار؟  فسيارة البلدية لا يمكنها أن تنقل بقرة.  

وكشف حافظ في حديث لـ "السياسة" أنّ: البلدية كانت قد تقدمت بكتاب إلى محافظ طرابلس والجهات الأمنية طالبة حل هذه المشكلة وإقفال المزارع الواقعة بين البيوت بالشمع الأحمر,  إلّا أنّ الملف ما زال جامدًا حتى يومنا هذا.

 كما شدد حافظ على أنّ المسؤولية تقع على عاتق وزارة الزراعة, فليس من المفترض أن تسمح بوجود مزرعة بقر بين المنازل السكنية, طالبًا منها أن تغلق هذه المزارع  بالشمع الأحمر وتصادر الأبقار  بناء على قرار قضائي.

في هذا الإطار, تواصل موقع "السياسة" مع وزارة الزراعة التي أكدت أنّ حل هذا الملف يجب أن يكون بيد بلدية طرابلس, ما يظهر تراشقًا واضحًا للمسؤوليات واستخفافًا في موضوع يشكل خطرًا على حياة المواطنين.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa