لبنان لا يريد الحرب: ضرورة النأي بالنفس عن الصراع الإيراني الإسرائيلي

01:35PM


في خضم التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، يقف لبنان على مفترق طرق خطير، بين خيار الانخراط في أتون صراع مدمر لا ناقة له فيه ولا جمل، وبين الحفاظ على استقراره الهش وأمل شعبه بإعادة الإعمار والإنقاذ الاقتصادي.

لقد دفع لبنان في السنوات الماضية أثمانًا باهظة جراء الحروب والانهيارات المتتالية، ولم يعد يحتمل المزيد من الدمار. ولذلك، من الضروري والملحّ أن يعلن لبنان بكل وضوح: نحن لا نريد الحرب، ولا نريد أن نكون ساحة لتصفية الحسابات بين قوى إقليمية.

أي تورط عسكري للبنان في هذا الصراع – سواء بشكل مباشر أو غير مباشر – ستكون له عواقب وخيمة. فالدولة اللبنانية تقف اليوم على أبواب مرحلة إعادة الإعمار، وهناك دعم دولي بدأ يتشكل، وخصوصًا من البنك الدولي والمؤسسات المالية الكبرى، التي أبدت استعدادًا للمساعدة في إعادة النهوض الاقتصادي. لكن هذا الدعم مشروط بالاستقرار، وبأن يظهر لبنان نفسه كدولة تسعى للسلام لا للحرب.

إذا انجرّ لبنان إلى حرب جديدة، فإن أبواب المجتمع الدولي ستُغلق أمامه، وسيُرفع الغطاء عن أي مساعدة مالية أو إنسانية. والأسوأ، أن البنية التحتية المدمرة أصلًا لن تجد من يعيد ترميمها، وسيُترك اللبنانيون وحدهم في مواجهة العزلة والانهيار.

إن مصلحة لبنان اليوم هي في النأي بالنفس الحقيقي، لا في الشعارات، بل في المواقف والإجراءات. وعلى جميع القوى السياسية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية، وتضع المصلحة الوطنية فوق كل ولاء خارجي أو ارتباط بمحاور إقليمية.

فلبنان بلد صغير، لكنه غني بإرادة شعبه، وقادر على التعافي إن أُعطي فرصة. أما إذا اختار البعض زجّه في صراع لا يعنيه، فإن الخسارة ستكون فادحة، ليس فقط في الأرواح والممتلكات، بل في مستقبل بلد بأكمله


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa