بري: هكذا سقط مقترح التفاوض مع اسرائيل

كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري أن أي مسار تفاوضي مباشر بين لبنان وإسرائيل قد تعثر، وذلك بعد رفض تل أبيب الاستجابة لمقترح أميركي يقضي بإطلاق مفاوضات غير مباشرة حول وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب القوات من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وفي مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أوضح بري أن "المسار الوحيد المتاح حالياً هو آلية 'الميكانيزم' التي تضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الذي أنهى حرب لبنان الأخيرة في نوفمبر الماضي"، مشدداً على التزام لبنان بهذا الاتفاق ومؤكداً أن "أي مسار تفاوضي آخر لم يعد قائماً".

وجاءت تصريحات بري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون صباح الاثنين، حيث تركز البحث على الأوضاع الأمنية في الجنوب وملف التفاوض مع إسرائيل. وقال بري عقب الاجتماع: "اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس"، فيما أفادت رئاسة الجمهورية بأن البحث شمل أيضاً التطورات الإقليمية بعد قمة شرم الشيخ والاتفاق حول غزة.

من جهته، حذّر المبعوث الأميركي توماس براك من عواقب استمرار لبنان في التردد بشأن نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تتحرك بشكل أحادي إذا لم يتم اتخاذ خطوات جدية، ما قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة على الاستقرار الداخلي". وأضاف أن الوضع الحالي قد يسمح لحزب الله بمحاولة تأجيل انتخابات 2026 بذريعة الحرب مع إسرائيل، ما يهدد بخلق "فوضى سياسية وزيادة الانقسام الطائفي".

وبين براك أن المبادرة الأميركية السابقة في وقت سابق من هذا العام، والتي تضمنت إطاراً لنزع السلاح المرحلي وحوافز اقتصادية تحت إشراف الولايات المتحدة وفرنسا، رفضها لبنان بسبب تأثير حزب الله في مجلس الوزراء، مؤكداً أن "الخيار المتاح للبنان الآن هو إما السير بخطوات الإصلاح الوطني أو البقاء غارقاً في الشلل والتدهور".

وأشار إلى أن أي فشل في التحرك قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية محتملة بين إسرائيل والذراع العسكرية لحزب الله، بينما قد يواجه جناحه السياسي عزلة مع اقتراب الانتخابات المقبلة.

بري اختتم حديثه بالتأكيد على تمسك لبنان باتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن شعوره بمزيج من التشاؤم والتحفظ إزاء مستقبل المسار السياسي والدبلوماسي مع إسرائيل.