العملية العسكرية التركية آخر مسمار في نعش الحرب السورية

12/10/2019 10:00AM

يومان مضيا والعملية العسكرية التركية "نبع السلام" مستمرة في هجومها الواسع على مناطق سيطرة الأكراد ( قوات سوريا الديموقراطية  ) في شمال شرق سوريا، في خطوة تلت حصول أنقرة على ما يبدو أنّه ضوء أخضر من واشنطن التي سحبت قوّاتها من نقاط حدودية.

الامور تتفاقم، ويبدو أن تركيا مصرة على المضي في هذه العملية حتى تحقيق الهدف، وهو التمكن من إنشاء منطقة آمنة على الحدود لضمان عودة اللاجئين الى سوريا.

تركيا حصلت على موافقة كل من سوريا وإيران وروسيا والصين للقيام بعملية "نبع السلام"

وتلفت مصادر مطلعة الى أن تركيا حصلت على موافقة كل من سوريا وإيران وروسيا والصين على هذه العملية، التي تتمع بحسب المصادر بإيجابيات عدة أهمها إجهاض آخر محاولة لتقسيم سوريا، فدخول القوات التركية يعني انتهاء  حلم الدولة الكردية نهائيا، حيث ان الأكراد يشترطون في كل مرة التفاوض من منطلق إنفصالي وهذا ما يرفضه الجانب السوري. 

وتؤكد المصادر ان تركيا أيضا لا تريد تحقُّق أي انفصال كردي، وان قيامها بهذه العملية هو في سبيل القضاء على مجموعات "قسد". 

فسوريا لا يمكنها القيام بمثل هذه العمليات العسكرية لعدة أسباب، بحسب المصادر، أولها أنها تعتبر في دستورها أن المكون الكردي هو مكون أساسي من مكونات الشعب السوري، وبالتالي، قانونيا وأخلاقيا، لا يحق لها ان تزحف عسكريا، على الرغم من ان الأكراد لا يعترفون بانتمائهم الى سوريا.


كما أن سوريا لا تريد استعادة التجربة العراقية، وتعيد  سيناريو الرئيس الراحل صدام حسين عندما هاجم الأكراد، فانقلب المجتمع الدولي عليه بحجة حماية الاقليات، واعترفوا باقليم تحول الى شبه دولة ضمن الدولة، وبالتالي فإن الرئيس السوري بشار الاسد يتجنب ارتكاب نفس الخطأ، حسبما تقول المصادر. فالهجوم السوري وقمع الأكراد وتجريدهم من السلاح، لن يغير الواقع، وسيبقى الاكراد عنصر خطر على سوريا قد يستخدمه الأميركيون لتنفيذ أجندة معينة .


بالمقابل، ترى المصادر أن تركيا لديها المسوغ الاخلاقي والسياسي والأمني والقومي  لهذه العملية عوضا عن القوات السورية، لأن العداء التركي - الكردي معروف وكل المنظمات الموجودة شرق الفرات مصنفة ارهابية لدى الدولة التركية. كما الاتراك يعترفون بوحدة الأراضي السورية، وقد قدموا هذا الإعتراف الى الروس والأميركيين والأوروبيين والايرانيين، فما يفعله الأتراك خدمة جليلة لسوريا.

ومن الإيجابيات أيضا، بحسب المصادر، هو التوجه السوري الى مرحلة تصفير المشاكل مع الجميع، حتى الأتراك أنفسهم، أصحاب المصلحة أيضا بإعادة فتح قنوات الإتصال مع دمشق وبالتالي الجلوس على طاولة واحدة برعاية روسية.

أما ميدانيا، فترى المصادر ان هذه العملية تؤمن "قضم الاراضي" بصورة متبادلة، حيث أن القوات السورية التي وصلت الى خان شيخون تتقدم بإتجاه إدلب فيما تتقدم القوات التركية شرق الفرات، فتقريب المسافات يجعل القوات السورية أقرب الى إدلب. وبذلك تكون جميع الملفات السورية قد انتهت باستثناء قاعدة التنف التي يبقيها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجولة  المفاوضات الأخيرة كي يحصل على حصته من الغاز شرق المتوسط.


وتشير المصادر المطلعة الى أن الهجمة التركية تضع الاكراد أمام حل من الإثنين،  إما الاستسلام للدولة السورية وتسليم السلاح، وبالتالي تتمكن سوريا من فرض سيطرتها على كامل الارض، او مواجهة مصيرهم المحتوم أمام الهجوم التركي العنيف.

فعليا، مع انتهاء هذه العملية تكون الحرب السورية قد انتهت، كما أن الأتراك يريدون تحقيق هدفهم بإقامة المنطقة الآمنة لإستقبال اللاجئين العائدين من تركيا وأوروبا ويبلغ عددهم 4 مليون نسمة. يضاف الى ذلك أن الرئيس الأسد لن يعلن انتصار سوريا النهائي الا بعد عودة هؤلاء اللاجئين، حسبما تؤكد المصادر، فهو يحتاج هذه الخطوة لإنهاء دوامة الحرب رسميا.


وعن إمكانية إعادة اللاجئين الى إدلب حيث تسيطر القوات التركية، تشير المصادر الى أن المحاكم الاوروبية وجمعيات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي يمنع عودة اللاجئين الى مناطق تضم منظمات إرهابية، وإدلب لا تزال تحوي جبهة النصرة وجيش الغزة وغيرها. ولهذا تصر تركيا على إقامة منطقة آمنة يمكن إعادة اللاجئين اليها وهو الامر المتوافق عليه بين تركيا وسوريا وروسيا.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa