تقارب عربي-اسرائيلي يغيّر وجه المنطقة... ماذا عن لبنان؟

12/11/2018 07:01AM

نور طوق


تحركاتٌ إسرائيلية مكثفة تشهدها المنطقة العربية، فمن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عُمان، لعزف النشيد الإسرائيلي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، لدعوة رسميّة من البحرين لمشاركة وزير الاقتصاد الإسرائيلي في مؤتمر المنامة المهني ، لتوحيد الموقف السعودي - الإسرائيلي تجاه ايران والكشف عن نيّة بذل جهود مشتركة في التصدّي للنفوذ الإيراني "الذي يهدّد الشرق الأوسط".


خطة التطبيع مع الدول العربية رُفعت من تحت الطاولة إلى العلن




خطة التطبيع مع الدول العربية رُفعت من تحت الطاولة إلى العلن، بمحاولات إسرائيلية مكشوفة وواضحة المعالم بالتقرّب من الشعوب العربية وبالمقابل تقديم بعض المسؤولين العرب يد العون لها في تحقيق هذا الهدف.

ويأتي كلّ هذا تحت ذريعة أنّ بعض الدول العربية والخليجية بالإضافة لإسرائيل لديها الآن التصور السياسي نفسه، وهو التصور الذي يؤمن بأن إيران تشكّل التهديد الأكبر للاستقرار في الشرق الأوسط. لكن أي استقرار وبأي معنى؟ هل للتقارب العربي مع إسرائيل ثمن بالمقابل؟ وهل للبنان حصّة من هذا الثمن؟


في هذا السياق، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر أنّ لهذا التقارب مع أغلب دول الخليج تأثير حتميّ على لبنان، لأنه سيؤدي إلى انقسام الخطّ العربي، بين معادٍ لإسرائيل ومعادٍ لإيران.


وتابع جابر في حديث لموقع "السياسة": "لبنان، يحتوي على مكوّن أساسي يتصدّى بشكل دائم ومستمر للكيان الإسرائيلي، وسيشكّل هذا التقارب ضغط على هذا المكّون، ونظرا إلى أنّ اسرائيل دولة تضع استراتيجيّات تخدم مصالحها على المدى البعيد، ستستغل وتجنّد هذا التقارب لاصطفاف الدول الخليجيّة بوجه المحور المعادي لها وهو محور المقاومة في لبنان (أي حزب الله)".


اهتزاز علاقات لبنان الخارجية مع دول الخليج العربي



وعن إمكانية اهتزاز علاقات لبنان الخارجية مع دول الخليج العربي، يقول جابر: "يمكن لدول الخليج التحالف مع من تريد ومن بينها اسرائيل ولكن لبنان في حالة عداء مع هذه الدولة، وعليهم احترام هذا الموقف كما سيحترم لبنان تقاربهم مع اسرائيل".وفيما يخصّ إسقاط القناع عن التقارب الإسرائيلي - الخليجي، يقول جابر: "يصبّ هذا التقارب الذّي بدأ من قبل إنما بطريقة سرية، ويظهر اليوم للعلن، في مصلحة العلاقات الخليجية مع أميركا الّتي تجمعها مع اسرائيل علاقات وطيدة خاصة خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فدول الخليج باتت مرتبطة بأميركا ليس فقط من جهة العداء مع ايران وإنّما من ناحية اقتصادها وأنظمة الحكم الخاصة بها".











ويرى أنّ هذا التقارب الثلاثي الأبعاد لم يكن وليد الصدفة، بل هو وليد ظروف عدّة يمرّ بها الخليج العربي، أبرزها: "وصول ترامب إلى السلطة الأميركية، الحديث عن صفقة القرن، وهو السبب الأهمّ، بالإضافة للأوضاع الداخلية في الدول العربية وحاجتها الماسة لأميركا للمحافظة على أنظمتها، إضافة إلى زيادة الضغط على إيران، لجانب العقوبات الأميركية التي فًرضت عليها".


يأتي هذا التقارب بحجّة أساسية ومشتركة هي ضرورة التصدّي لإيران الّتي تشكّل "خطرا على الشرق الأوسط"، باعتبار هذه الدول. وفي الوقت الذي تحتلّ فيه اسرائيل فلسطين وأراضٍ من سوريا ولبنان، يأتي التبرير العربي ليقول إنّ ايران تحتل أراضٍ عربية أيضاً... ليبقى السؤال، بين دولٍ قويّة "تَحتلّ" ودول ضعيفة "مُحتلّة"، أين سيكون لبنان في المرحلة المقبلة؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa