الدفعة الثانية من مكونات منظومة إس 400 الروسية تصل تركيا...وهذه عواقب إتمام الصفقة

13/07/2019 02:23PM

سلمت طائرة روسية، اليوم السبت، الدفعة الثانية من مكونات نظام الدفاع الجوي الروسي إس 400 إلى قاعدة جوية تركية.

وأظهرت قناة "إن تي في" أن الطائرة شوهدت وهي تهبط في قاعدة "مورتد" الجوية، الواقعة على بعد حوالي 20 ميلا إلى الشمال الغربي من العاصمة التركية.

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، أمس الجمعة، البدء بنقل أول مجموعة من أجزاء منظومة الدفاع الروسية إس 400 إلى القاعدة العسكرية الجوية في أنقرة.

وذكرت وزارة الدفاع "بدأ اليوم الجمعة نقل أول مجموعة من أجزاء منظومة الدفاع الجوية إس 400 الروسية التي اشترتها تركيا لتلبية حاجتها للدفاع الجوي الصاروخي".

وأضاف البيان أن "المجموعة الأولى من أجزاء منظومة إس 400 يجري نقلها إلى قاعدة مرتد الجوية في العاصمة التركية أنقرة".

وعارضت واشنطن تلك الصفقة وحاولت الضغط على الحكومة التركية من أجل التراجع عنها، في حين أصرت أنقرة على حقها في الحصول على الصواريخ الروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وقف تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات إف-35 في قاعدة جوية أمريكية بولاية أريزونا، وأمهلت أنقرة حتى يوم 31 يوليو/ تموز الجاري، للتراجع عن شراء نظام صواريخ "إس 400" من روسيا.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن ما تخشاه واشنطن هو أن تكشف هذه المنظومة الروسية أسرارا حساسة لموسكو بشأن مقاتلات "إف 35" التي تشارك تركيا في صناعتها، وتعد في يومنا هذا، درة الصناعة العسكرية الأميركية.

ويضيف مصدر للصحيفة ، أن الناتو ساعد تركيا بشكل كبير على تعزيز دفاع البلاد الجوي لأجل حمايتها من الحرب في سوريا، لكن ليس من الواضح، حتى الآن، ما إذا كانت المنظومة الروسية ستنجح في الأمر.

وتنتظر تركيا، في الوقت الحالي، طلبية من نحو 100 مقاتلة إف 35، وكان من المفترض أن تضطلع بدور مهم في صناعة وصيانة هذه الطائرة الحربية، لكن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قالت إن تركيا ستحتاج إلى تقنيين روس حتى يدربوا نظراءهم الأتراك طريقة استخدام منظومة إس 400.

وأوردت "نيويورك تايمز"، أنه حينما يقوم التقنيون الروس بهذا الأمر، سيكون بوسعهم أن يعلموا الشيء الكثير بشأن طائرات "إف 35" التي حصلت تركيا على بعض منها، وبالتالي، فإن الخطوة العقابية الأنسب، هي حرمان أنقرة من الطائرة.

ويرى الباحث في منظمة "CNA" البحثية، مايكل كوفمان، أن هذه المخاوف الأميركية تبالغ كثيرا، وأوضح أنها غير مبررة من الناحية التقنية في المجال العسكري.

وأوضح كوفمان، أن كل ما يمكن أن تقوم به منظومة "إس 400"، من خلال الرادار، هو رصد معلومات بشأن الرحلة الجوية لطائرة "إف 35" أو ما يعرف بـ"البروفايل" مثل العلو والسرعة والقوة.

وأضاف أن هذا الأمر تقوم به روسيا منذ مدة في الشرق الأوسط وبحر البلطيق، لأن منظومة "إس 400" في القاعدة الروسية بسوريا أو محطات "الرادارات" في كالينينغراد ترصد مقاتلات أميركية من طراز "إف 35" و"إف 22".

لكن المخاوف ليست تقنية فحسب، وفق "نيويورك تايمز"، لأن التطور الأخطر في الصفة، يكتسي طبيعة جيوستراتيجية، بعدما أقدم عضو مهم في حلف الناتو على شراء منظومة روسية متقدمة.

وجرت هذه الصفقة بين تركيا وروسيا، في الوقت الذي تبدي فيه دول غربية، تخوفا متزايدا من الدور العسكري الروسي، في عدد من مناطق العالم، كما تتهم حكومات غربية موسكو بالسعي إلى زعزعة أنظمتها الديمقراطية من خلال عمليات تشويش واختراق إلكتروني.

لكن هذه الخطوة التركية لا تخلو من المخاطر، لأن فرضية العقوبات الأميركية ما تزال قائمة، حتى وإن كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد سعى إلى طمأنة نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، مؤخرا، في اليابان.

وما يتهدد تركيا، بشكل كبير، في الوقت الحالي، هو الخضوع لقانون مكافحة أعداء أميركا عبر العقوبات الذي جرى إقراره، سنة 2017، لكن هذا الإجراء قد يتأخر أو لا يجري إقراره بالمرة، في حال أراد ترامب ذلك.



شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa