هل أعدمت الثورة الطائف وفتحت الباب أمام المؤتمر التأسيسي؟

24/11/2019 05:21PM

أربعون يوما مروا على الثورة اللبنانية، وأهداف عدّة حققتها هذه الانتفاضة الشعبية. استقالة الحكومة، ارجاء الجلسات البرلمانية، وانتصار مفاجىء في انتخابات نقابة المحامين.. والحبل على الجرار!

مطالب اللبنانيين تعاظمت إلى حد المناشدة بإسقاط النظام، إلا أنهم لم يلتفتوا إلى أن اتفاق الطائف الذي وُضع للحد من اقتتالهم المسلح على مدى 15 عاما قد أجمع عليه قسم كبير من اللبنانيين، وأصبح دستورهم الجديد للذهاب باتجاه الخطوة الأولى لتطوير النظام السياسي.

ولكن البعض يؤكد موت الجمهورية الثانية التي بُنيت على أساس الطائف. والبعض الآخر يشدد على أنه لا يمكن تخطي النظام الطائفي دون تنفيذ بنوده الأساسية. عمليا، إن اتفاق الطائف الذي توافق عليه اللبنانيون في أواخر عام 1989، نلاحظ اليوم أن بنوده الإصلاحية المتعارف عليها باتت مطلبا للمنتفضين في الشوارع ضد السلطة السياسية القائمة بكل مواده التي يعتبرونها خطوة أولى نحو بناء دولة مدنية شاملة غير طائفية أو مذهبية. فبين من يدعو إلى إلغاء النظام برمّته والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي جديد لبناء الدولة المدنية وبين من يطالب بتعديله، ما الخلاص للأزمة التي وصل إليها لبنان؟ 

في هذا الإطار،  يلفت عضو تكتل "لبنان القوي" النائب روجيه عازار الى أنه " لا بد من الالتزام بالخطاب ما قبل الأخير لرئيس الجمهورية الذي وضع من خلاله خارطة الطريق للخروج من الأزمة". 

وفي حديث للـ"السياسة"، يؤكد عازار أن "اللعب في اتفاق الطائف اليوم خطير وسيأخذنا الى مرحلة خطيرة وصعبة أكثر من المرحلة الراهنة" لافتا إلى ان الأزمة اليوم تعددت بين أزمة اقتصادية واخرى سياسية، ولا شك ان فخامة الرئيس عمل على ايجاد طريق للخروج من الأزمات الحالية". 

ويرى أن الحديث عن الخروج من اتفاق الطائف سيُعيدنا إلى مرحلة ما قبل الـ1989، مع العلم أن هذا الاتفاق أعدم صلاحيات رئيس الجمهورية وبالتالي إذا توجهنا بالحديث عن تعديلات فلا بد من أن تكون من خلال استرجاع رئيس الجمهورية جزءا من صلاحياته على الأقل". 

ويعتبر عازار أن "الحل يكمن بوضع اتفاق سياسي والتفاهم على كل المواضيع التي يطالب بها الحراك، إذ ما يناشد به اللنبانيون اليوم هي من أهداف رئيس الجمهورية وبالتالي لا بد من الإصغاء لكلام الرئيس عون".

من جهة أخرى، وباعتبار أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أول من طالب بقيام دولة مدنية، يؤكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة أن "الوضع اليوم يحتاج إلى إجماع من اللبنانيين خاصة وأن اتفاق الطائف لم تُنفذ بنوده حتى اليوم، معتبرا أن الاتفاق مظلوم إذ لم يتم انشاء الهيئة الوطنية العليا لالغاء الطائفية، ولم نتجه نحو إقامة مجلس الشيوخ وتحويل لبنان إلى دائرة كبرى لترسيخ الهُويّة الوطنية الجامعة عبر الانتخابات".  

وفي حديث للـ"السياسة" يرى خواجة أن " الحديث عن بديل للطائف يعتبر امرا كبيرا، رغم عدم معارضتنا لذلك، لكن هناك اشكاليات كبيرة لا بد من تخطيها، وذلك من خلال الغاء الطائفية السياسية".

ويرى أن "النظام الطائفي عمليا في حالة وفاة وينتظر من يندفنه، واصفا إياه بـ"ولّاد" الأزمات والمشاكل، حيث أن أكبر أزمة نعيشها اليوم هي نتيجة ثمار هذا النظام الذي يحمل في طيّاته الفساد ويخلق التوترات ويميّز بين اللبنانيين". 

أما عن الحل، فيؤكد الخواجة أنه " لا بد من الذهاب نحو انتخابات جديدة على أساس اعتبار لبنان دائرة كبرى على قاعدة  النسبية، لافتا إلى ان هذا القانون قادر على استرجاع الهُويّة اللبنانية واسقاط خطاب الطائفية والمناطقية والعشائرية ويصبح النائب ممثل عن الأمة ككل بالترشح والانتخابات وبفترة وجوده في البرلمان". 

كما يشدد على اننا اليوم غير قادرين على الاستمرار في هذا النظام القائم، والاصرار عليه، والاصرار هذا لا يعني التمديد للأزمة الحالية فحسب بل للتوترات ايضا.

"معبر الدولة المدنية يكون عبر انتخابات جديدة، يكرر الخواجة، ويقول أنه حين يُعتمد قانون انتخابي على أساس دائرة واحدة وعلى القاعدة النسبية وإتمامه على عدة مرات  يمكن حينها استرجاع هويتنا اللبنانية. وحينها نكون قد دخلنا فعليا في  مرحلة الدولة المدنية".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa